شـاه إيران برويز مشرف وزيـن العابـديـن......يتبــــــع
د.نسيب حطيط
ملوك ورؤساء ،تحالفوا مع أميركا حتى الثمالة،أعطوها ما لديهم،وحاصروا شعوبهم،وقاتلوا عنها،ولم تبادلهم بالمثل،فمنعت عنهم الملجأ حتى الإستشفاء،وطالبت بعض حلفائها بإستضافتهم ،فنفي شاه إيران الى مصر،وزين العابدين بن علي الى السعودية،بعدما رفضت فرنسا إستقباله،وحتى أفراد عائلته لم تمنحهم الإقامة حتى الآن،(وأميركا تحيي شجاعة الشعب التونسي وكرامته)هكذا قال الرئيس أوباما تعليقاعلى خلع حليفه الرئيس بن علي،مما يعني أنها ترى فيه، مثالا سيئا للحاكم وفساده لكنه حليفها وتدعمه لحصار شعبه،وفجأة تمد يدها للسلطة الجديدة التي لا تعرفها بعد، لعدم ظهور هويتها الحقيقية،وهذا ما يؤشر أن أميركا مع مصالحها ،فمن يعطها أكثر تكون معه،ولا يهمها الأشخاص والزعماء والأحزاب،فعندما يعطها تدعمه، وإن ضعف يصبح مشردا بلا غطاء.
هكذا تراجعت اميركا و فقدت السيطرة على أميركا اللاتينية ودولها،واحدة بعد الأخرى من البرازيل إلى فنزويلا إلى نيكاراغوا وبوليفيا وغيرها ،وهكذا فعلت مع الرئيس العراقي صدام حسين،حرضته ودعمته في حربه ضد إيران وورطت أكثر العرب معه،ثم ورطته عبر سفيرتها المفقودة(غلاسبي)واحتل الكويت لتعود وتغزو العراق وتقتل حليفها صدام،ويخبرنا التاريخ عن الجنرال بيتان المتعاون مع المانيا والذي حكم بإعتقال الجنرال ديغول المقاوم، والرئيس عبد الناصر مقابل السلدات المستسلم –المقتول ؟
أميركا لن تقاتل من أجل احد في العالم سوى إسرائيل والمصالح الأميركية ،وعندما يسقط حلفائها الحكام،لا تأسف ولا تأويهم بل تبحث عن البديل،ففي لبنان بعد اجتياح عام 1982 وقوات المارينز ونيوجرسي واتفاق 17 أيار ،غامر الرئيس أمين الجميل بالإنصياع للضغوط الأميركية،فانتهى به الأمر،سقوطا للدولة وانقساما للجيش وصار منفيا في فرنسا لعشر سنوات،وتعاملت أميركا مع مصالحها،ويعيد بعض اللبنانيين التجربة مرة أخرى ويراهنون على الدعم الأميركي الذي استنفذ طاقته في السنوات الخمس الأخيرة ،ولا يستطيع القتال أكثر،ولن يستعيد حرية الحركة مرة أخرى،ولم يبق بيده سوى ورقة المحكمة الدولية المسيسة وبعض الضعفاء المضللين أو المصادرة قراراتهم،ليستعملهم في خدمة مصالحه،لإشعال الفتنة مع مواطنيهم،واستعمالهم دروعا وورقة مفاوضات يحتاج إليها لتحسين ظروفه في المنطقة وأفغانستان لما تشكل من رمز إستراتيجي للمصالح الأميركية على حدود الصين وروسيا وإيران،وتحول الملف اللبناني كالمكسرات أو بعض المقبلات على مائدة المصالح الأميركية، ويعامل الزعماء والقوى كأدوات تنفيذية لإزعاج وإدانة المقاومة، فإذا ما انكسرت هذه الادوات أثناء إستعمالها فيتم إستبدالها بأدوات أخرى لحماية اليد الأميركية من الأذى أو الحروق التي تتعرض لها في العراق وأفغانستان،أو الجروح القاتلة التي تعرضت لها في بيروت في مقري المارينز والمظليين الفرنسيين، و مصير الغزاة الفرار مهما طال الزمن مع عملائهم وحلفائهم ومناصريهم،ولقد لفتني ماقله السيد علي الأمين،المنقلب على قناعاته تحت تأثير مشاكله مع ممثلي طائفته السياسيين،وتمادى في تأييد الآخر، ، يشكو ويعاتب بلوعة،كيف هجره أقطاب 14 اذار،لعدم إغاظة القوى الشيعية،ويتحسر لأنه أعطى الآخرين، فأستغلوه،وتركوه بعدها،ولعلهم يستنجدون به وبأمثاله في المرحلة القادمة.
المشكلة ان الناس لا تتعلم من التاريخ وأحداثه،وإن قرأت ،فلا تتعظ، بل تخوض التجربة لتكتشف أن العمل في سبيل الوطن عمل رابح سواء استشهد الإنسان أو انتصر،ففي موته شهادة وكرامة،وفي انتصاره عزة ومجد،أما المتعاون مع المستعمر أو المحتل فربحه خسارة في كلا الوجهين،فإن انتصر المحتل سيصادر النصر ويترك المتعاون لعدم الحاجة إليه أو يرمي له الفتات ويبقى في سجل الوطنية عميلا،وإن خسر المستعمر يخرج معه كما حصل مع عملاء جيش لحد الفارين إلى إسرائيل أو عملاء أميركا في فيتنام والعراق ،أو كما سيحصل مع المتعاونين الحاليين ، ولعل اميركا تبني ملجأ أو جزيرة فخمة لكل الفارين من الحكام مع عائلاتهم وبطانتهم، لتأسيس جمهورية الفارين من شعوبهم والمتروكين من أسيادهم الأميركيين .
هل تكمل الشعوب انتفاضتها ..لتنقذ الأمة وتستعيد حريتها ...؟!.